تعود استفزازات أبواق الدولة العميقة بفرنسا إلى الواجهة مجدداً، و هذه المرة عبر إجترار مزاعم مسيئة لشخص الملك في قناة فرانس 24.
هذه القناة التي تعد الذراع الإعلامي لوزارة الخارجية الفرنسية، أتحفتنا مرة أخرى بمقابلة مع مثقف مغربي “زائف” يخفي وجهه الحقيقي وراء قناع حقوقي.
و السؤال المطروح الآن ما هو الدرس الذي تريد تلقيننا إياه القناة الفرنسية ؟
لا شيء على الإطلاق سوى تكرار نفس الاتهامات الجامحة والقدح الذي لا أساس له من الصحة. إنهم يريدون ترويج صورة معينة عن المغرب مفادها أنه دولة بوليسية، تمسك فيها المخابرات بدفة القيادة في غياب الملك.
و في هذا السياق، تحدث المعطي منجب خلال مروره بقناة “فرانس 24” عن صحة الملك محمد السادس مشيرا إلى انه مريض و يغيب لعدة أشهر عن المغرب بهدف العلاج، ضاربا بعرض الحائط سياسة الشفافية التي ينهجها الديوان الملكي كلما تعلق الامر بصحة عاهل البلاد، وعلى مايظهر فإن أبواق فرنسا تتغافل عن البلاغات العديدة التي تناولت صحة الملك لمنع أي غموض و تأويل من قبل وليدات ماما فرنسا.
المعطي منجب يحاول “يائساً” أن يكون حاملا للواء القيم الديمقراطية وحرية التعبير في المغرب، فخروجه الإعلامي في هذا التوقيت بالضبط أي اليوم الموالي لتعيين الرئيس إيمانويل ماكرون حكومة جديدة تعلق عليها آمال كثيرة فيما يتعلق بالعلاقات المغربية-الفرنسية، يطرح أكثر من علامة استفهام.
أبواق فرنسا و بالتحديد ابنها البار لم يكتفوا بنشر الأكاذيب و المزاعم الواهية بل تجاوزوها حد إتهام المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه الملك بنشر بلاغا تحريضيا عليه في واقعة حرق القران الكريم من قبل اللاجئ العراقي بالسويد، حيث إعتبر منجب حرق القرآن وتدنيسه عمل ديمقراطي يدخل في اطار حرية التعبير.
المعطي منجب كذب وصدق كذبته، لأن من شجب تضامنه مع سلوان موميكا ونشر البلاغ هو المجلس العلمي المحلي بمدينة الصخيرات تمارة، وليس المجلس العلمي الأعلى، كما أن هذا المجلس المحلي لم يشر نهائيا للمعطي منجب بالاسم والصفة، وإنما بنى موقفه بالضمير المبني للمجهول في إماءة غير معلنة إلى من كان يعتبر وقتها بأن حرق القرآن وتدنيسه عمل ديمقراطي يدخل في اطار حرية التعبير ولا يستوجب التنديد.
ابن فرنسا البار و أحد الناطقين بإسمها في المغرب، إستغل جنسية زوجته و جنسيته الثانية للمرور عبر قناة فرنسية مشهورة بعدائها للمغرب، ولطالما شاركت في حملات إعلامية تضليلية تستهدف رموز ومؤسسات الدولة المغربية في العديد من المرات، بترويج أخبار مضللة عن صحة الملك محمد السادس.
و لعل المعطي منجب يبحث عن الأضواء من جديد بعدما لم يتبقى له “الوجه” ليقابل به الناس بعد فضيحة دعم حارق القرآن.
و عندما نعلم أن الدفء الذي بدأ يدب في العلاقات بين باريس والرباط، يمكننا أن نتساءل بشكل مشروع عن الأغراض المخصصة لقناة فرانس 24 العدائي بشدة ضد المملكة.
هل تحاول هذه القناة القضاء على ذوبان الجليد المستمر في مهدها؟ أم أن هناك أطرافاً يزعجها إعادة إنعاش الروابط بين الدولتين؟ لأن إعطاء الفرصة للمعطي منجب و أمثاله لإطلاق “الترهات” في وسائل الإعلام الفرنسية ليست بالتأكيد أفضل طريقة لبدء حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )