صرح “حكيم بنشماش” الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة في حوار أجراه مع موقع “هسبريس”؛ أن تأهب القيادات للأمانة العامة لـ”البام” أمر “مؤسف” و”محزن”.
وأكد “حكيم بنشماش” أن سبب صمته ليس وليد ملف “إيسكوبار”، بل منذ أربع سنوات بعد المؤتمر الرابع للحزب؛ وليس وحده من يلتزم الصمت؛ إنما هم كثر من الأعضاء، فضلوا الابتعاد تنظيميا عن الحزب بعد أن جرى إبعادهم.
وأوضح أن ابتعاده قرار نابع من تقدير معين للمسؤولية، وإتاحة الفرصة للقيادة المنبثقة عن المؤتمر، لتدبر شؤون الحزب والمشاركة في الحكومة؛ في ظل الانقراض التدريجي لوسائط التأطير المجتمعي.
فضلا عن السياق السياسي العام للبلاد، ومختلف التطورات التي ترافقه، والانتظارات الكبرى المعلنة من قبل الملك، بإطلاق أوراش مهيكلة لمشروع الدولة الاجتماعية؛ فكان الخيار الأنسب ألا ننساق وراء معارك هامشية وصراعات تنظيمية وإعلامية مجانية.
أما بخصوص المؤتمر الوطني الخامس لحزب “البام”، أكد “بنشماش”، أن الوقت غير مسعف لاستجماع وتوظيف ما يكفي من العدة، قصد التصدي بنجاح للتحديات التي تواجه الحزب.
علما أن هذا التحدي، يزداد صعوبة وضراوة إذا وضعنا هذا المؤتمر في السياق الوطني والجهوي والدولي الذي ينعقد فيه، وهو سياق معقد وحابل بالتحديات.
أشار “بنشماش” إلى أن الحزب تلاحقه أسئلة كبرى تتعلق براهنه ومستقبله، وخلال هذا المؤتمر سيواجه تحدي إثبات المعنى والجدوى، وهو تحد مختلف عن تحديات “الجرار” طيلة 15 سنة في الساحة السياسية الوطنية.
وشدد أن تأهب القيادات للترشح للأمانة العامة أمر “مؤسف” و”محزن”، لكونها مسؤولية جسيمة في المنعطف الذي يجتازه الحزب، حيث أنها لم تفصح عن العرض السياسي، وخارطة الطريق لربح التحدي، ولا حتى عن نواياها بشأن تصحيح مسار الحزب.
وحول تصريح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر “سمير كودار” الذي أعلن في قناة “الأولى” أن كل الترتيبات جاهزة، بما في ذلك الأوراق السياسية؛ نفى “بنشماش” أن الأوراق سياسية جاهزة، أو وجود نقاش حيوي وأطروحات وعروض وأوراق سياسية ومذهبية.
وأضح المتحدث نفسه، صحيح بالنسبة لحجز قاعات المؤتمر والإطعام وما شابه ذلك جاهز، لكن “يكذب عليك الكذاب”، أن هناك نقاشا أو أوراقا سياسي وفكري؛ ومشاريع أجوبة عن التحديات والأسئلة الكبرى التي تسائل الحزب.
وذكّر “بنشماش” بالمؤتمرات السابقة، حيث كانت تتم فيها ضبط البوصلة وإنضاج الرؤية، وكانت أيضا تسمح ببلورة خارطة الطريق التي تضمن مساهمة الحزب في الاستحقاقات والأوراش الوطنية، وفي التصدي للتحديات الخارجية.
وتابع “ينشماش” أن لا شيء من ذلك يحدث الآن، بل حتى أبسط الأمور من قبيل محاضر انتداب المؤتمرين لم يتم نشرها، ولا يعرف عنها أعضاء الحزب أي شيئ.
ثم تساءل: ألا يعد ذلك ضربا من ضروب العبث؟ وأين نحن من المسؤولية ومن الجدية التي دعا جلالة الملك إلى جعلها روحا تؤطر وترفرف على كل واجهات عمل المؤسسات والفاعلين؟.
وأكد الأمين العام السابق لحزب “الجرار”، أن هذه سابقة لم نعشها أبدا، والنتيجة هي ما نراه اليوم؛ سيادة حالة من عدم اليقين، رؤية ضبابية بشأن سلم الأولويات والأهداف التي ينبغي أن ننهض بها جميعا، بروح الالتزام والوطنية الصادقة.
وبروح العمل الجماعي والوحدوي أيضا، والإنصات والإدماج والتشارك، وهي جميعها ضرورات في هذا الظرف العصيب الذي يجتازه الحزب، لم يتم مع الأسف، إعمالها ولا حتى الالتفات لها بالمطلق.
تعليقات الزوار ( 0 )