قال عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد المهدي بنسعيد، أن المؤتمر الوطني الخامس للبام كان مناسبة للقيام بمراجعة موضوعية للأداة التنظيمية للحزب، موضحا أنه بعد نقاش مستفيض تم اختار صيغة تنظيمية وعرض سياسي قوي هدفه تجديد الأفكار وإطلاق المبادرات.
وأوضح بنسعيد، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نقطة إلى السطر”، امس الثلاثاء 20 فبراير الجاري، على القناة الأولى، أن المشهد السياسي والحزبي ببلادنا أضحى في حاجة إلى خلق مبادرات جديدة وصيغ جديدة لمفهوم القيادة الحزبية، بهدف تجديد التعاقد مع مناضلات ومناضلي الحزب وكسب ثقة المواطنات والمواطنين المغاربة.
واعتبر عضو القيادة الجماعية، أن المؤتمر الوطني الخامس للحزب كان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس، من خلال اعتماد ورقة سياسية مؤطرة للعمل السياسي والحزبي، والخروج بصيغة تنظيمية ستعزز من الحكامة الحزبية، مؤكدا أن هذه الصيغة ليست وليدة اليوم إنما هي تجربة سبق للبام أن خاضها في بداياته، كما تم اعتمادها في العديد من الدول الأوروبية وكذا أمريكا اللاتينية وكانت لها نتائج إيجابية.
وشدد بنسعيد على أن إعادة الاعتبار للعمل السياسي يقع في صلب أولويات الحزب، والهدف الأساس الذي من أجله تم إقرار القيادة الجماعية، مشيرا إلى أن البام يولي الأهمية البالغة لتخليق المشهد السياسي الوطني، انسجاما مع مضامين التوجيهات الملكية المتضمنة في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى الندوة الوطنية المخلدة للذكرى الستين لإحداث البرلمان المغربي.
وبالحديث عن اجتماع المكتب السياسي للحزب، أشار المتحدث ذاته إلى أنه تم تقديم مشروع خارطة الطريق السياسية، ومشروع إحداث لجنة تشتغل على ميثاق الأخلاقيات، من خلال عقد لقاءات تشاورية داخلية والانفتاح على جميع المناضلات والمناضلين والمنتخبين وهيئات المجتمع المدني، من أجل إعداد ميثاق يجيب على انتظارات الجميع، لافتا إلى أن المجلس الوطني للحزب سيعقد دورة بعد مرور شهر رمضان المبارك لاستكمال هياكل الحزب.
وفي سياق آخر،أشاد المهدي بنسعيد، بإنجازات الحكومة الحالية في مختلف المجالات رغم التحديات التي تواجهها بلادنا، كالجفاف وتداعيات الحرب الأوكرانية- الروسية وزلزال 08 شتنبر 2023 وغيرها، مؤكدا أن الحكومة تدبر هذه الأزمات بعقلانية ونفس وحدوي وانسجام تام.
وأكد بنسعيد، أن الحكومة قطعت أشواطا كبيرة في تنزيل التزاماتها بمأسسة الدولة الاجتماعية، من خلال العمل على بناء دولة اجتماعية جديدة، تحمي وتضمن التوازنات الاجتماعية والاقتصادية، وذلك تنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدا بحصيلة وعمل وزراء البام وبمستوى الأوراش والإصلاحات التي يقومون بها.
وعن ملف التشغيل، اعتبر بنسعيد في هذا السياق، أن هذا الموضوع يبقى في مقدمة انتظارات عموم المغاربة، إذ سيواصل الحزب عمله من موقعه داخل الأغلبية الحكومية على إيجاد حلول ناجعة ومبتكرة لمعالجة هذا الملف، مضيفا أن موضوع محاربة البطالة يبقى من الرهانات الأساسية لهذه الحكومة، التي تبذل جهودا حثيثة للتعاطي مع هذه الظاهرة، تفعيلا للبرنامج الحكومي وتنزيلا لمضامين النموذج التنموي الجديد.
وقال بنسعيد “إن هذه المجهودات الحكومية تأتي في ظل ظروف دولية ووطنية صعبة، تميزت بالصدمات المتتالية التي شهدها الاقتصاد المغربي في السنوات الأخيرة بفعل تداعيات وباء كورونا، حرب أوكرانيا- روسيا، تعاقب سنوات الجفاف وغيرها، والتي أصبح معها استيعاب تطور سوق الشغل وإقرار سياسات عمومية في مجال محاربة البطالة أكثر تعقيدا”.
تعليقات الزوار ( 0 )