-
°C
+ تابعنا

افتتاحية.. بقلم: أمين نشاط

الرئيسية ديرها غير زوينة بوبكر الجامعي.. يعادي الصحراء المغربية ويختص المغاربة بوصف “الإرهابيين”

بوبكر الجامعي.. يعادي الصحراء المغربية ويختص المغاربة بوصف “الإرهابيين”

كتبه كتب في 1 أبريل 2024 - 6:42 م

يبدو أن بوبكر الجامعي حاول إرضاء خصوم المغرب، من خلال استفزاز مشاعر المغاربة والطعن في ثوابتهم الوطنية.

ففي استجواب صحفي مع جريدة “بابليكو” الإسبانية المؤيدة للانفصال الكتالاني، هاجم بوبكر الجامعي المغرب والمغاربة في عدة تصريحات مناوئة، تضج بازدراء الوطنية وتصدح بالانتصار لأعداء الوحدة الترابية.

ففي تعليق يقطر بالشعبوية والسطحية، ادعى بوبكر الجامعي أن غالبية من كانوا يرتكبون الأفعال الإرهابية بأوروبا “هم مغاربة”، ليخلص إلى نتيجة مشوبة بالتضليل مؤداها “أن جنسية الإرهابيين هي التي جعلت فرنسا وإسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية تخطب ود عبد اللطيف حموشي لمساعدتهم في تحييد مخاطر الإرهاب”.

فمن المؤسف حقا أن يخندق بوبكر الجامعي المغاربة في خانة “الإرهابيين”، ويقدمهم على أنهم “منذورين للموت في ساحات (الوغى) الأوروبية”، وهو تصريح عبثي لا ينهل من الحقيقة والمنطق، بدليل أن الإرهاب لا دين ولا جنسية له، ويكفي أن يصحح بوبكر الجامعي معلوماته ويراجع جنسيات المتورطين في أحداث نيس وفيينا وبرلين ولندن ونيويورك وبوسطن وغيرها.

ولم يستهدف بوبكر الجامعي المغاربة في “سماحتهم وتسامحهم ووسطيتهم فقط”، بعدما اعتبرهم “إرهابيو أوروبا”، وإنما هاجمهم حتى وحدتهم الترابية عندما ادعى بكثير من “اللاوطنية” بأن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية “هو مشروع وهمي لأنه يولد في ظل نظام استبدادي”.

أليس هذا هو التصريح الذي يعشق سماعه إبراهيم غالي وعبد المجيد تبون ونظام العسكر الجزائري؟ أليس هذا هو الموقف الذي يصرف أعداء المغرب الملايير لتصريفه داخل الأمم المتحدة وفي الوسائط المقربة من الجزائر؟

لقد استأجر بوبكر الجامعي فمه ولسانه لأعداء الوحدة الترابية، ليرددوا بهما بروباغندا الانفصال وأطروحات الأعداء، ناسيا-أو ربما جاهلا-بأن الأقاليم الجنوبية للمملكة تتولى واقعيا تدبيرها الذاتي، في ظل السيادة المغربية، من خلال احتكامها لصناديق الاقتراع، الذي يفرز النخبة السياسية المكلفة بتسيير وتدبير الشأن العام.

أيعلم بوبكر الجامعي أن الجهات الجنوبية للمملكة هي التي سجلت أعلى نسبة مشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، مما يدحض تصريحاته التي تتحدث عن الاستبداد المزعوم؟ فجهة الداخلة -وادي الذهب سجلت 58,30 بالمائة، و جهة كلميم واد نون 63,76 في المائة وجهة العيون الساقية الحمراء 66,94 في المائة.

فهل بهذه النسب المرتفعة تتحقق الديموقراطية التشاركية كما يحلم سكان الصحراء المغربية، أم تتحقق مزاعم الاستبداد كما يروج لذلك بوبكر الجامعي بكثير من السطحية والغباء؟

وغباء بوبكر الجامعي ليس له حدود، خصوصا عندما هاجم المؤسسة الأمنية المغربية، بنفس الهرطقات والأراجيف التي يروجها المبتزون والمارقون في قنواتهم الافتراضية، مثل إدريس فرحان وهشام جيراندو وزكرياء مومني وعدنان الفيلالي وغيرهم.

فقد غاض بوبكر الجامعي أن تهرع فرنسا وإسبانيا لتوشيح صدر عبد اللطيف حموشي بأسمى الأوسمة الوطنية، مستنكرا أن يحصل مسؤول أمني مغربي على اعترافات دولية، وكأن لسان حاله لا يريد أن يرى المغاربة “سوى إرهابيين” كما ادعى في تصريحه بشعبوية مقيتة.

ولم تنحصر شعبوية بوبكر الجامعي عند هذا الحد من الإسفاف والابتذال، بل ادعى أن أمريكا لم تنح، ولن تنح، منحى فرنسا وإسبانيا في توشيح وتكريم عبد اللطيف حموشي، غافلا أو متغافلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وشحت عبد اللطيف حموشي بعرض جنسيتها الكاملة على لسان جورج تينيت مدير جهاز الاستخبارات المركزية السابق.

فمن يعرض عليك جنسية بلاده، إكبارا لجهودك في مواجهة الخطر الإرهابي، وامتنانا لدورك في تحييد التهديدات المتطرفة، لا يصعب عليه أن يمنحك ميداليات التكريم وأوسمة التوشيح.

ويكفي هنا أن نثير انتباه بوبكر الجامعي إلى أن أرشيف البيت الأبيض، وخزانة المخابرات المغربية، لا زالا يحتفظان برسائل شكر وتقدير مرفوع عنها السرية، وجّهها كل من الرئيس الديموقراطي باراك أوباما والرئيس الجمهوري جورج بوش الإبن إلى المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية، اعترافاً بكفاءة ومهنية وتضحيات قيادتها وأطرها وأعوانها في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الاقليمي والدولي.

فالعقل الباطن للولايات المتحدة الأمريكية، أو “المخزن الأمريكي”، بشِقيه الديموقراطي والجمهوري، أشاد بالحموشي في العديد من المناسبات، ويكفي هذا فخرا للمغرب والمغاربة في مواجهة بوبكر الجامعي الذي لا يرى في المغاربة سوى “الإرهابيين والمتطرفين”.

فالمرجو من بوبكر الجامعي أن يصحح معلوماته الخاطئة حول الصحراء المغربية، وحول سماحة المغاربة، وحول التكريم الدولي لعبد اللطيف حموشي…لأنه بمعلوماته المضللة تلك إنما يخندق نفسه في مربع “الجهل” ويصطف مع أصحاب القنوات الافتراضية المغرضة مثل إدريس فرحان والكوبل الفيلالي.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .