انطلقت، مساء الجمعة بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، فعاليات الدورة الأولى لـ”أيام التراث” المنظمة بمبادرة من جماعة طنجة من 19 إلى 21 أبريل الجاري تحت شعار “المرأة حاضنة التراث وراعيته”.
وتميز افتتاح هذه التظاهرة، التي تندرج ضمن فعاليات تخليد اليوم العالمي للتراثن بتدشين معرض تشكيلي يحمل عنوان “أصالة”، وأقيم بتعاون مع جمعية طنجة للفنون التشكيلية، ومعرض للصناعة التقليدية لنساء جمعية الشروق لدعم مركز التربية والتكوين للمكفوفين وضعاف البصر، والمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بطنجة، إلى جانب عرض الفيلم التسجيلي “النساء والموسيقى الأمازيغية” بحضور مخرجته فريدة بليزيد.
في هذا السياق، أكدت إكرام عبدي، مديرة المركز الثقافي أحمد بوكماخ، أن تنظيم هذه الأيام “يعكس رؤية جماعة طنجة التي انخرطت في جهود المغرب لحماية الموروث الثقافي المادي، وتثمينه حرصا عليه من الاستيلاء والتقليد”، معتبرة أن حماية التراث صارت ضرورة ملحة للحفاظ على الهوية والخصوصية الوطنية، والتي من تمظهراتها اللباس والطبخ والغناء والأهازيج والمووايل.
واستحضرت إكرام عبدي، في كلمة بالمناسبة، حرص المرأة المغربية عموما، والشمالية على وجه الخصوص، على حفظ وصيانة التراث الثقافي للمملكة، وتوارثه في كل مظاهر الحياة والمناسبات العائلية الدينية جيلا بعد جيل، موضحة أن شعار أولى دورات هذه الفعالية يأتي تأكيدا على دور المرأة في الحفاظ على الأشكال التراثية والتعبيرية المختلفة.
من جهتها، قالت المخرجة المغربية فريدة بليزيد إن الفيلم هو من ضمن الأفلام الوثائقية التي تمحورت حول الموسيقى الأمازيغية، ويروم تسليط الضوء على قصص النساء المبدعات في هذا المجال الفني.
وسجلت بليزيد، في تصريح أدلت به لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية الفيلم الوثائقي في التوثيق وتسليط الضوء على الإبداعات النسائية باعتبارها مكونا أصيلا من موروث الموسيقى الأمازيغية، بمختلف أصنافها.
وعملت بليزيد من خلال الفيلم على تتبع مسارات بعض المبدعات في هذا المجال، في مناطق مختلفة بالمملكة، ممن يحذوهن شغف تثمين التراث الموسيقي الأمازيغي والتعريف به.
بدوره، قال أحمد الصغير، رئيس جمعية طنجة للفنون التشكيلية، في تصريح مماثل، إن المعرض المقام للوحات التشكيلية لمجموعة من الفنانين، ومنتجات الصناعة التقليدية يتمحور حول تيمة التراث الثقافي المغربي الغني، مثمنا هذه المبادرة لما “تعكسه من انفتاح وتشجيع المركز الثقافي أحمد بوكماخ للمبدعين من فنانين تشكيليين وصناع تقليديين وفعاليات المجتمع المدني محليا ووطنيا”.
يشار إلى أن فعاليات أيام التراث ستتواصل بتنظيم ندوتين حول “الطبخ المغربي التراثي” و”دور المرأة في حماية الموروث الثقافي المغربي”، وتقديم لوحات فنية وعرض للأزياء المغربية التقليدية، وورش عمل تفاعلية تشجع على المشاركة الفعالة في صيانة وتطوير الممارسات الثقافية التقليدية والحديث.
وتعد هذه الفعاليات فرصة للتوعية بأهمية الحفاظ على التراث ودور المرأة المحوري في هذا المجال، وتعزيز المشاركة الفعالة للمرأة في جهود الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه.
تعليقات الزوار ( 0 )