يبدو أن المعطي منجب تسرع كثيرا في نشر صورة لوليمة “غير عاشبة” و “غير حلال”، كان بطلها سليمان الريسوني، المحتفى به بعد خروجه من السجن بفضل العفو الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد.
فقد نشر المعطي منجب صورة توثق لسليمان الريسوني وهو يلتهم أجمل ما في لحم الخروف، مما التصق بعظم، على إيقاع نكهة قنينة خمر معتقة من غير تلك المتاحة ولا المتوفرة للطبقات المناضلة.
والغريب في تصرف المعطي منجب ليس هو نشره لصورة “عادية” توثق لمشروبات كحولية فوق مائدة سليمان الريسوني، وإنما الغريب هو مسارعته لتزوير الصورة وتحريفها عبر تغيير خلفيتها الحقيقية، وإسقاط قنينة الخمر نهائيا من وليمة هؤلاء “المناضلين”.
ويوضح هذا التصرف التدليسي كيف أن المعطي منجب وأصدقائه عندهم مشكل كبير مع الحقيقة! فهم يخافون دائما من إشهار حقيقة الأشياء، حتى وإن كانت تدخل في إطار حرياتهم الشخصية، لذلك تجدهم يبادرون لطمسها وتحريفها بشكل يتماهى مع الصورة الانطباعية التي يريدون تسويقها لسكان المجتمع الافتراضي.
فما الضير في إظهار سليمان الريسوني على حقيقته وسجيته وهو يعاقر قنينة النبيذ مع “ريش الخروف”؟ إن كان فعلا هو صاحب تلك القنينة وليس مناضل آخر من الرفاق. فالرجل لم يدع يوما أنه رسول مصطفى ولا نبي مجتبى.
وما هي الفائدة من تزوير صورة سليمان الريسوني بتلك الطريقة الاحتيالية؟ وما هو المكسب من تصويره على غير طبيعته وحقيقته؟
وهذه التساؤلات وغيرها تجعلنا نشكك في صورة سليمان الريسوني التي يحاول البعض تثبيتها في ذهن القارئ! فمن يخاف من صورة الرجل مع قنينة خمر لا يمكنه أن يتحمل صورة هذا الأخير وهو عاري الجسد في مضجع “شبه عائلي”!
فحرص المعطي منجب على “تبييض” صورة سليمان الريسوني من “دنس” قنينة الخمر، هو نفسه الحرص الذي تعامل به الرجل، ورفاقه، مع شكاية الشاب آدم.
بل إن لجوء المعطي منجب للتزوير واستعماله في فبركة صورة سليمان الريسوني، يعطينا فكرة واضحة عن تقنيات طمس الحقيقة التي يستخدمها أشباه المناضلين، والتي تتراوح ما بين الكذب والتدليس وقد تصل حد التحريف والتزوير.


تعليقات الزوار ( 0 )