في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط النقابية بتطوان، أقدمت شركة “أتينتو” الإسبانية، المتخصصة في خدمات التواصل عن بُعد، على إنهاء عقود أكثر من 220 مستخدماً ومستخدمة من فرعها المحلي، دون سابق إنذار أو توضيح رسمي للأسباب الكامنة وراء هذا القرار الجماعي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق وصفته فعاليات نقابية بـ”المقلق”، خاصة بعدما طالت الإجراءات الأخيرة الكاتب المحلي لنقابة مستخدمي الشركة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وهو ما اعتبرته النقابة مؤشراً على استهداف واضح للتمثيلية العمالية داخل المؤسسة.
وتُخلف هذه التطورات وقعاً ثقيلاً على المدينة، التي تشهد أصلاً معدلات بطالة مرتفعة وسط فئة الشباب، حيث يُنذر القرار بتفاقم الهشاشة الاجتماعية لفئة واسعة من العاملين الذين وجدوا أنفسهم فجأة دون مورد رزق أو بديل مهني واضح.
ويرتقب أن تكون هذه القضية أحد المحاور الأساسية لتحركات النقابات خلال احتفالات فاتح ماي 2025، إذ أعلن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام ساحة العدالة بتطوان، تنديداً بما وصفه بـ”الخرق السافر للحقوق الأساسية للشغيلة”، إلى جانب ملفات اجتماعية أخرى، من بينها أوضاع عمال شركة “إيصال المدينة”.
ويعيد هذا الحادث النقاش حول واقع الحريات النقابية في المؤسسات الخاصة إلى الواجهة، في ظل مطالب بضرورة التدخل العاجل للجهات المختصة لحماية المكتسبات الاجتماعية ومراقبة مدى احترام القوانين الجاري بها العمل في مجال التشغيل.
تعليقات الزوار ( 0 )