-
°C
weather
+ تابعنا
Description de l’image

الرباط تحتضن ندوة دولية حول الرسام الإسباني فورتوني وتجربة الاستشراق الفني في القرن التاسع عشر

كتب في 1 مايو 2025 - 5:53 م

احتضنت أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، نهاية الأسبوع، ندوة دولية حول موضوع “الاستشراق في منتصف القرن التاسع عشر”، خصصت لتسليط الضوء على تجربة الرسام الإسباني ماريانو فورتوني، الذي يُعدّ من أبرز الوجوه الفنية التي جسدت التلاقي الحضاري بين المغرب والأندلس من خلال الريشة واللون.

الندوة، التي نُظّمت بشراكة بين المعهد الأكاديمي للفنون، وكرسي الأندلس التابع للأكاديمية، وسفارة إسبانيا بالرباط، استقطبت نخبة من المؤرخين ونقاد الفن من المغرب وإسبانيا، في إطار حوار ثقافي عابر للضفتين حول مفهوم الاستشراق وتمثلاته البصرية.

وسلط المشاركون الضوء على المسار الفني لفورتوني، الذي حلّ بالمغرب سنة 1860 لتوثيق حرب تطوان ضمن مهمة رسمية، غير أن زيارته تحوّلت إلى تجربة إنسانية وفنية عميقة، جعلته يعود إلى البلاد في مناسبات لاحقة، قبل أن يواصل استكشافه لفضاءات الأندلس، مكرساً بذلك جسراً إبداعياً بين الضفتين.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، أن فورتوني شكّل حالة فنية فريدة تترجم عمق التداخل الثقافي بين الهويتين المغربية والأندلسية، قائلاً إن “فنّه كان بمثابة أذن للتاريخ، وعين منحته حياة تشكيلية نابضة”.

من جانبه، أبرز السفير الإسباني بالرباط، إنريكي أوخيدا، أهمية هذه المبادرة في توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، مشيداً بالدور الريادي لفنانين إسبان وجدوا في المغرب مصدر إلهام بصري وروحي عبّروا عنه في أعمالهم.

أما الأكاديمي عبد الواحد أكمير، فقد اعتبر أن فورتوني كان استثناءً بين معاصريه، إذ استلهم الأندلس من بوابة المغرب، ونجح في تقديم رؤية بصرية استشراقية أقرب إلى “الاستغراب”، تميّزت بواقعية دقيقة وعمق توثيقي بعيد عن التنميط.

ويُرتقب أن تتواصل اللقاءات الثقافية المرتبطة بإرث فورتوني في مدينتي تطوان وإشبيلية خلال الأسابيع المقبلة، في إطار سلسلة من الفعاليات التي تروم تعزيز الحوار الفني والتاريخي بين ضفتي المتوسط، وإبراز دور الفن في بناء الجسور بين الحضارات.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .