مرة أخرى، يعود “جيراندو” إلى عادته القديمة بإطلاق اتهامات مدوية دون أدلة، وإثارة الجدل من بوابة التلميح لا التصريح. يرفع شعار “التحدي”، لكنه يكتفي بترك القصص مبتورة، ويفرّ من لحظة الحقيقة.
فإن كنتَ — كما تزعم — صاحب الشجاعة والوضوح، لماذا لا تسمي الأمور بأسمائها؟ لماذا ترفض الكشف عن هوية “الضباط” الذين تتحدث عنهم؟ ولماذا تفضل اللعب في منطقة الإيحاءات بدل تقديم معطيات دقيقة وموثوقة؟
الجواب واضح: لأن لعبة المعلومات غير المكتملة تمنحك فسحة أكبر للمناورة، وتسمح لك بزرع الشكوك دون مسؤولية إثبات. لقد ألفتَ اللعب على حافة الحقيقة، تلوّح بالاتهام وتدفع متتبعيك نحو الاستنتاجات التي تناسب روايتك، حتى وإن كانت بلا أساس.
ومن المفارقة أن تتساءل عن غياب التغطية الإعلامية لـ”الاعتقالات المزعومة”، بينما ترفض أنت نفسك تقديم تفاصيل دقيقة عنها. أليس هذا تناقضًا فادحًا لمن يدّعي الدفاع عن الحقيقة؟
فالواقع أن ما تمارسه يا جيراندو ليس كشفاً للحقائق، بل “تجارة التضليل” بامتياز، حيث تُبنى السرديات على الفراغ، وتُباع الإثارة مغلفة بشعارات الحرية. حيث أنه في عالمك، الحقيقة لا تهم. المهم فقط أن تبقى الرواية مفتوحة… والأضواء مسلطة.
تعليقات الزوار ( 0 )