في مشهد يثير السخرية أكثر مما يستدعي الجدية، خرج المدعو هشام جيراندو، الهارب من العدالة المغربية والمُصنف في خانة “عملاء الكابرانات”، ليتوعد بطرد من وصفهم بـ”الذباب” من منصاته الإلكترونية، في محاولة يائسة لإظهار نفسه كحارس لنظافة الفضاء الرقمي.
غير أن المفارقة تكمن في أن جيراندو نفسه يُعد أحد أبرز مروّجي المحتوى المضلل والمُشوّه، بل يمكن القول إنه الراعي الرسمي لحسابات الذباب الإلكتروني التي تنشط ضمن أجندات معادية للمصالح المغربية، وتقتات على الفتن والإشاعات ومقاطع مفبركة، تستنسخ من مختبرات الدعاية التابعة للنظام الجزائري.
المثير في خطاب جيراندو ليس فقط سذاجته، بل أيضا هذا التناقض الفاضح بين ما يدعيه من “طهارة فكرية” وما يروّجه يومياً من محتوى أقرب إلى النفايات الرقمية، بما فيه من أكاذيب ساذجة وتفسيرات غرائبية للأحداث، تُسوق تحت عناوين “التحليل السياسي” أو “كشف المستور”.
وفي الوقت الذي يحاول فيه إظهار نفسه كضحية لـ”الذباب المغربي”، يمارس في الواقع سياسة الحجب والحظر تجاه أي صوت معارض داخل فضائه، بما في ذلك الأصوات الحرة التي تفضح انخراطه في حملة ممنهجة لضرب مؤسسات الدولة المغربية والنيل من رموزها، خدمةً لأجندات مشبوهة.
وفي نقس السياق، عاينت جريدة شمال بريس تعليق مغردون ومتابعون علقوا بسخرية على خرجاته الأخيرة، مؤكدين أن جيراندو لم يعد قادراً على إخفاء ولائه لأعداء الوطن، وأن محاولاته البائسة لحجب الحقيقة لا تعدو أن تكون كمن يحاول حجب الشمس بغربال.
ومع استمرار انكشاف أوراقه، يبدو أن جيراندو الذي يدعي “تنظيف الساحة الرقمية”، ليس سوى جزء من قذارتها المتعفنة، وإن كل حظر يقوم به أو تعليق يحذفه، يُسقط عنه مزيداً من الأقنعة التي ظن يوماً أنها تخفي وجهه الحقيقي.
تعليقات الزوار ( 0 )