مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتجه المواطنون بمدينة الحسيمة كعادتهم إلى الشواطئ المجاورة بحثًا عن متنفس طبيعي يخفف عنهم حرارة الأجواء وضغوط الحياة اليومية. غير أن الوصول إلى بعض الشواطئ الساحرة، وعلى رأسها شاطئ “ثارا يوسف”، بات يشكل عبئًا حقيقيًا على جيوب الأسر، خاصة المنحدرة من الطبقات المتوسطة والفقيرة.
في السابق، كان التنقل إلى هذا الشاطئ يتم بشكل مباشر وبتكلفة معقولة نسبيًا. أما اليوم، فقد أصبح الوصول إلى “ثارا يوسف” يمر عبر مرحلتين من التنقل، ما يضاعف التكلفة على المواطنين. فالكثير من الزوار يضطرون أولًا إلى ركوب سيارة أجرة صغيرة نحو منطقة “ارمود” بثمن يصل إلى 12 درهمًا، قبل أن يكملوا رحلتهم عبر سيارة أجرة كبيرة إلى شاطئ “ثارا يوسف” بثمن إضافي مماثل قدره 12 درهمًا. وهو ما يجعل تكلفة الرحلة ذهابًا فقط تصل إلى 24 درهمًا للفرد الواحد، دون احتساب ثمن العودة أو مصاريف أخرى.
ومع ضعف وسائل النقل العمومية المباشرة، يجد المواطنون أنفسهم أمام خيارات محدودة، وغالبًا مجبرة، ما يزيد من إحساسهم بالإقصاء الاجتماعي، خاصة خلال موسم الصيف الذي يفترض أن يكون فترة للراحة والاستجمام.
يقول أحد سكان المدينة: “نحن أبناء المنطقة، لكننا أصبحنا نعامل وكأننا سياح في مدينتنا، كلفة التنقل وحدها توازي مصروف يوم كامل لأسرة بسيطة، وهذا غير مقبول.”
ومن هنا، يطالب عدد من المواطنين بضرورة توفير وسائل نقل جماعية مباشرة ومنتظمة نحو الشواطئ الكبرى، بأسعار رمزية تتناسب مع القدرة الشرائية للساكنة، خاصة خلال شهور الصيف التي تعرف توافدًا كبيرًا على الشواطئ.
خصوصا أن ضمان الحق في الاستجمام والولوج إلى الفضاءات الطبيعية ليس ترفًا، بل جزء من حق المواطن في جودة الحياة، وهو ما يستوجب تدخلًا عاجلًا للحد من معاناة سكان الحسيمة وتمكينهم من الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية دون عراقيل مادية.
تعليقات الزوار ( 0 )