في إطار توطيد علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومقاطعة شاندونغ بجمهورية الصين الشعبية، قام وفد من المجلس بزيارات عمل مكثفة لعدد من المؤسسات والشركات الصناعية الكبرى الرائدة في مجالات الموانئ، والخدمات اللوجستية، وتصنيع البطاريات المتطورة، والتكنولوجيا، والأجهزة المنزلية.
وقد مكنت هذه الزيارات من الاطلاع عن كثب على أحدث الابتكارات والتطورات التقنية في القطاعات المستهدفة، وفتحت آفاقاً واعدة لتعزيز الشراكة الثنائية، خاصة في ما يتعلق بتبادل الخبرات، وجذب الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا، والاستفادة من النماذج الناجحة في مجالات الإدارة والابتكار وتكييفها محلياً.
وشكلت زيارة مجموعة موانئ شاندونغ (SPG) محطة بارزة ضمن البرنامج، باعتبارها واحدة من أكبر المجموعات المينائية في الصين. وتدير المجموعة أربعة موانئ رئيسية هي تشينغداو، ريتشاو، يانتاي، وبوهايوان، إضافة إلى 12 قطاعاً نشطاً يشمل مجالات متعددة مثل الاستثمار، والخدمات اللوجستية، والتصنيع، والتجارة الدولية.
كما زار الوفد شركة “هايسنس” (Hisense) الرائدة عالمياً في تصنيع الأجهزة المنزلية والتكنولوجيا الذكية. وتأسست الشركة سنة 1969 بمدينة تشينغداو، وهي اليوم حاضرة في أكثر من 160 دولة عبر العالم، وتمتلك مراكز بحث وتطوير في عدة قارات، مما يجعلها نموذجاً متقدماً في الابتكار الصناعي والتوسع الدولي.
وفي السياق ذاته، قام الوفد بزيارة إلى مصنع شركة Sentury Tire، المتخصصة في تصنيع إطارات السيارات والطائرات، والتي تصدر منتجاتها إلى أكثر من 120 دولة. وقد أطلقت الشركة وحدة صناعية متطورة في مدينة محمد السادس “طنجة تيك”، حيث اختارت المغرب مركزاً إقليمياً لأنشطتها في إفريقيا وأوروبا، في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في مناخ الأعمال بالمملكة والكفاءات المحلية.
وعلى هامش الزيارة، عقد السيد رفيق بلقرشي، والسيد توفيق البورش، نائبا رئيس مجلس الجهة، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الفاعلين الاقتصاديين وممثلي الشركات الصينية، بحضور المستشار الاقتصادي للسفارة المغربية ببكين. وركزت هذه اللقاءات على الترويج للمؤهلات الاقتصادية والاستثمارية التي تزخر بها الجهة، وبحث فرص التعاون في القطاعات ذات الأولوية، خصوصاً ما يتعلق بالتحول الرقمي والابتكار الصناعي.
وتندرج هذه الزيارة ضمن استراتيجية مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة الرامية إلى تعزيز مكانة الجهة كقطب اقتصادي منفتح على الاستثمارات الأجنبية، وخاصة من السوق الآسيوية، بما يسهم في خلق دينامية تنموية جديدة، وفتح آفاق واعدة للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب.
تعليقات الزوار ( 0 )