أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، صباح اليوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، فعاليات النسخة الثامنة من الملتقى الصيفي لفائدة النزلاء الأحداث، وذلك من السجن المحلي بمدينة أصيلة، الذي تحوّل بالمناسبة إلى مركز إشعاع ترفيهي وتأهيلي يحتضن فئة من النزلاء اليافعين في تجربة صيفية ذات طابع إنساني وتأهيلي بامتياز.
وتشمل هذه الدورة، التي تمتد من 7 يوليوز إلى 30 غشت، مشاركة 1108 نزيلاً من الأحداث، من بينهم 1070 ذكراً و38 أنثى، موزعين على 15 مؤسسة سجنية بمختلف جهات المملكة. ويشرف على تأطير هذه الفعاليات طاقم متخصص من أطر المندوبية الحاصلين على شهادات في مجالات التنشيط الثقافي والتربوي والرياضي، بما يضمن بيئة آمنة ومحفزة للتكوين والتعبير والإبداع.
وفي تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح بنعيسى بناصر، رئيس قسم التأهيل التربوي والعمل الاجتماعي بالمندوبية، أن البرنامج الصيفي يأتي كترجمة عملية لسياسة تفريد البرامج التأهيلية لفائدة النزلاء الأحداث، مبرزاً أن هذه المحطة السنوية تُنظَّم مباشرة بعد نهاية الموسم الدراسي والتكويني، وتشكّل متنفساً يراعي خصوصيات هذه الفئة العمرية.
ويتضمن برنامج الملتقى سلسلة من الورشات والأنشطة التي تجمع بين الترفيه والتكوين، تشمل مجالات المسرح، والموسيقى، والرسم، والأدب، والشطرنج، إلى جانب تنظيم دوريات رياضية، وتهيئة فضاءات للألعاب والأنشطة اليدوية، ما يعزز من مهارات المشاركين ويكسر نمطية الحياة داخل الفضاء السجني.
وفي لفتة مؤثرة، عبّر أحد النزلاء الأحداث بكلمة باسم زملائه عن امتنانه لاهتمام المندوبية بهذه الفئة، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تخلق دينامية نفسية إيجابية لديهم، وتُسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتهيئتهم لمسار اندماج ناجح بعد انقضاء مدة العقوبة.
الملتقى الصيفي بالسجون المغربية لم يعد مجرد برنامج تنشيطي، بل تحول إلى رهان إصلاحي يراهن على الثقافة والرياضة والفن كوسائل بديلة لإعادة البناء الذاتي واستعادة الثقة، في أفق تأهيل النزلاء الأحداث ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع.


تعليقات الزوار ( 0 )