شهد بيت الصحافة بطنجة، مساء الجمعة 24 أكتوبر 2025، تنظيم حفل تتويج الفائزين في الدورة الثالثة من جوائز القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام الإنمائي، في أجواء حملت رمزية عميقة لتجديد الالتزام المغربي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وترسيخ جسور التعاون الإعلامي بين المغرب وفلسطين.
وتُنظم هذه الجوائز بمبادرة من وكالة بيت مال القدس الشريف، بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط ومعهد الإعلام العصري بجامعة القدس، بهدف تعزيز دور الإعلام في خدمة التنمية بمدينة القدس ودعم رسالتها الإنسانية والحضارية.
وحملت دورة هذا العام اسم الصحفي الراحل المهدي بنونة، مؤسس وكالة المغرب العربي للأنباء، تكريمًا لمساره المهني والنضالي باعتباره أحد رواد الصحافة المغربية الملتزمة بقيم الحرية والمهنية.
وتنافس على جوائز هذه الدورة طلبة من مؤسسات إعلامية مغربية وفلسطينية في ثلاثة أصناف: التقرير الصحفي المكتوب، والتقرير الإذاعي، والاستطلاع التلفزيوني، تحت إشراف لجنتي تحكيم من البلدين، برئاسة الأكاديمي الفلسطيني ثائر نصار، مدير برنامج ماجستير الإعلام الرقمي والاتصال بجامعة القدس.
وآلت جائزة التقرير الصحفي المكتوب للطالبة الفلسطينية ملاك أبو رعية عن عملها “باب المغاربة، ذاكرة مغربية تحرس القدس وأقصاها”، الذي أبرز عمق الروابط التاريخية والروحية بين المغرب والقدس.
أما جائزة التقرير الإذاعي فتقاسمتها الطالبة المغربية إكرام رضا عن تقريرها حول “معاناة النساء من أزمة الماء في قطاع غزة”، والطالبة الفلسطينية شهد الرزي عن عملها “التعليم بالقدس: بصمة مغربية تربط الشعبين”. في حين فازت الطالبة الفلسطينية رنا هادية بجائزة الاستطلاع التلفزيوني عن عملها “Occupied Workers”، الذي تناول واقع العمال تحت الاحتلال.
وقررت لجنة التحكيم حجب جائزتي التقرير المكتوب والاستطلاع التلفزيوني في الجانب المغربي لعدم استيفاء الأعمال المقدمة للمعايير المهنية المطلوبة.
كما شهد الحفل تسليم منحة “حرية الصحافة والإعلام في فلسطين”، التي أطلقتها الوكالة عام 2022، لفائدة معهد الإعلام العصري بجامعة القدس، لتمويل مشاريع تخرج طلبة الماجستير في إطار دعم تكوين جيل إعلامي فلسطيني جديد.
وفي كلمة بالمناسبة، دعا محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، طلبة الإعلام العرب إلى استلهام دروس الصمود الفلسطيني والإنصات لتجارب أهله، مشددا على أن الوكالة، تحت إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل تنفيذ برامج عملية تعود بالنفع على أهل القدس الشريف.
وأوضح الشرقاوي أن الجائزة تسعى إلى ترسيخ ممارسات صحفية مسؤولة مستوحاة من قيم الجيل المؤسس للإعلام المغربي، مضيفًا أن اختيار اسم المهدي بنونة “يترجم الاعتزاز بجيل من الإعلاميين الذين أسسوا لصحافة تحترم نفسها ويحترمها العالم”.
من جانبه، أكد سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، أن تنظيم الحفل يتزامن مع اليوم العالمي للإعلام الإنمائي، مبرزًا أن الإعلام الفلسطيني يعيش امتحانًا حقيقيًا أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة إنسانية متواصلة، ومشيدًا بمواقف المغرب الثابتة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في دعم القدس والقضية الفلسطينية.
أما وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، فاعتبر في كلمة تليت نيابة عنه أن الجائزة “تجسد الوعي العميق لوكالة بيت مال القدس بأهمية الإعلام في تنفيذ الرؤية الملكية الداعمة لصمود أهل القدس والدفاع عن هويتها الحضارية”.
وفي السياق ذاته، وصف رئيس بيت الصحافة، سعيد كوبريت، المبادرة بأنها “رسالة وفاء ودعم لأهل فلسطين”، مؤكدا أن العالم العربي في حاجة إلى مواجهة السرديات المضللة عبر إعلام تنموي مهني ومستنير.
وحضر الحفل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، إلى جانب شخصيات إعلامية وأكاديمية من المغرب وفلسطين، في مشهد جسّد التلاحم المغربي الفلسطيني على المستويين الرسمي والمجتمعي.
واختُتمت التظاهرة بتوقيع اتفاقية تعاون بين وكالة بيت مال القدس الشريف وبيت الصحافة بطنجة، تنص على احتضان البيت لحفل الجوائز السنوي مستقبلاً، ترسيخًا لشراكة مؤسساتية مستدامة.
ويأتي تنظيم هذه الجائزة في إطار استراتيجية وكالة بيت مال القدس الشريف الرامية إلى غرس الوعي بالقضية الفلسطينية في أوساط الشباب، وتشجيع طلبة الصحافة في المغرب والقدس على الإبداع في معالجة القضايا التنموية والإنسانية لمدينة القدس الشريف.


تعليقات الزوار ( 0 )