يعود المخرج والممثل المغربي سعيد الناصري إلى القاعات السينمائية بفيلم جديد بعنوان “الشلاهبية”، عملٌ يجمع بين الكوميديا الساخرة والنقد الاجتماعي والسياسي، ويعيد من خلاله الناصري فتح النقاش حول ممارسات انتخابية وواقع سياسي يطبع المشهد الوطني.
في تصريح له، أوضح الناصري أنه اختار إطلاق هذا العمل أولاً من بين مجموعة أفلام انتهى من تصويرها مؤخرًا، لأن “الشلاهبية” يعالج موضوع الانتخابات بشكل مباشر، كاشفًا بأسلوب ساخر عن الوعود الزائفة والتلاعب بمشاعر المواطنين من قبل بعض السياسيين الذين يستغلون بساطة الناخبين لخدمة مصالحهم الخاصة.
ويشارك في الفيلم إلى جانب الناصري، ثلة من الأسماء الفنية المغربية، من بينها فاطمة وشاي، الصديق مكوار، إلهام واعزيز، إسماعيل بوقاسم، حسن عين الحياة، محسن ناشط، وأسماء بنزاكور، في توليفة تمزج بين جيلين من الممثلين بهدف إضفاء عمق فني وتنوع أدائي على العمل.
وتدور أحداث الفيلم في قالب كوميدي ساخر يعرض نهايات مأساوية للمفسدين، تتراوح بين السقوط في قبضة العدالة أو الانهيار السياسي، في رسالة رمزية تدعو إلى استعادة الثقة في العملية الانتخابية وقيمة صوت المواطن.
ويؤكد الناصري أن توقيت عرض الفيلم “ليس اعتباطياً”، بل يروم إثارة نقاش مجتمعي حول أهمية المشاركة السياسية وضرورة الوعي الانتخابي، مشدداً على أن “صوت المواطن يعادل في قيمته صوت أي وزير أو مسؤول”.
ولا يقتصر الفيلم على الجانب السياسي فقط، بل يتناول أيضاً قضايا اجتماعية مؤثرة تعكس واقع الأسر المغربية ومعاناة السجناء، في مزيج من الكوميديا والنقد اللاذع الذي يميز أسلوب الناصري المعروف بأعماله الجريئة مثل فيلمه السابق “نايضة”، الذي أثار جدلاً واسعاً بعد منعه من العرض في القاعات.
إلى جانب “الشلاهبية”، يتهيأ الناصري لطرح أعمال جديدة من بينها “تسخسيخة” الذي يغوص في عالم المافيات والاختطاف، و”العقد” الذي يتناول ظواهر اجتماعية حساسة كالتسول والاتجار في الرضع، ويجسد فيه شخصيتين متناقضتين لرجل فقير وآخر ثري.
بهذا العمل، يبدو أن سعيد الناصري يواصل رهانه على السينما كمرآة نقدية للمجتمع والسياسة، محافظًا على أسلوبه الذي يجمع بين الضحك والرسالة، في زمن يحتاج فيه المشاهد إلى فكرٍ ناقد بقدر حاجته إلى جرعة من الكوميديا الهادفة.
تعليقات الزوار ( 0 )