والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يترأس مناظرة جهوية بطنجة لتعزيز ثقافة التشجيع الرياضي المسؤول

ترأس السيد يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، أشغال المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، التي احتضنها قصر الفنون بمدينة طنجة، بحضور السيد عمر مورو، رئيس مجلس الجهة، وممثلي الهيئات الرياضية والتنظيمية والأمنية، وعدد من الفاعلين الإعلاميين والجمعويين.

وشكلت هذه المناظرة، المنظمة بمبادرة من ولاية الجهة في إطار مقاربة تشاركية، محطة مهمة لإرساء أسس جديدة للتشجيع الرياضي المسؤول، وترسيخ ثقافة الانضباط والمواطنة داخل الملاعب، في ظل استعداد المملكة لاحتضان كبريات التظاهرات الكروية، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.

وأكد السيد الوالي، في كلمته الافتتاحية، على ضرورة تقوية الروابط بين مكونات المنظومة الرياضية، من جماهير وأندية وسلطات عمومية، داعياً إلى تجاوز المقاربة الأمنية التقليدية نحو مقاربة شمولية تجعل من الجمهور فاعلاً إيجابياً وشريكاً في إنجاح العروض الرياضية.

وقد تميزت المناظرة بالدعوة إلى إحداث جائزة وطنية سنوية لأفضل جمهور رياضي، كآلية رمزية لتحفيز السلوك الجماهيري الإيجابي، وتثمين المبادرات التي تُعلي من شأن التشجيع الحضاري والمسؤول. كما نوه السيد التازي بضرورة إشراك الفعاليات المحلية، خصوصاً جمعيات الأنصار، في اللجان التنظيمية للمباريات وتعزيز الحوار الدائم معها.

وشددت التوصيات المنبثقة عن المناظرة على أهمية وضع ميثاق وطني للتشجيع، يُنظم العلاقة بين الجمهور وباقي الفاعلين، ويؤسس لممارسات راقية تنبذ العنف والتعصب، وتُشجع على الاحترام المتبادل والاعتزاز بالانتماء الوطني.

وفي الجانب التنظيمي، دعا المشاركون إلى تعميم التذاكر الإلكترونية واعتماد أنظمة ذكية للمراقبة، وتوفير تجهيزات تراعي كرامة وسلامة الجماهير، مع تحسين الخدمات بالملاعب من مرافق صحية وإضاءة وفضاءات ترفيهية.

كما أبرزت المناظرة، برعاية السيد الوالي، أهمية الإعلام في مواكبة هذا التحول، عبر إنتاج مضامين توعوية موجهة للشباب، وتنظيم حملات تحسيسية بمشاركة مؤثرين ولاعبين سابقين، مع اقتراح إطلاق جائزة إعلامية تشجع المبادرات الداعمة للتشجيع المسؤول.

وفي ختام اللقاء، أوصى السيد التازي بإحداث خلايا جهوية لمتابعة تنفيذ مخرجات المناظرة، وضمان التنسيق المؤسساتي بين مختلف المتدخلين، من أجل بناء نموذج جماهيري متوازن، يواكب الطموحات الوطنية الكبرى، ويجعل من الرياضة رافعة للتنمية والاندماج المجتمعي.

وتندرج مناظرة طنجة ضمن سلسلة لقاءات جهوية أطلقتها وزارة الداخلية بتنسيق مع مختلف المتدخلين، انطلقت من فاس ثم أكادير، وتهدف إلى بلورة رؤية وطنية موحدة لتأطير التشجيع الرياضي، تماشياً مع التحولات التي تشهدها الساحة الرياضية المغربية بعد الأداء المشرف للمنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، وبتوجيهات ملكية سامية تُعلي من شأن الرياضة كأداة للتماسك المجتمعي والنهضة الشاملة.