-
°C
weather
+ تابعنا

خيام كورنيش الفنيدق.. عندما يُساء فهم رموز الهوية الثقافية المغربية

كتب في 5 أغسطس 2025 - 5:24 م

أثارت صور خيام تقليدية نُصبت مؤخرًا بكورنيش مدينة الفنيدق، ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، رافقها نقاش سطحي يفتقر في كثير من الأحيان إلى فهم عميق لتعددية الهوية الثقافية بالمملكة المغربية.

الخيمة الصحراوية، التي شكلت محور هذا الجدل، ليست مجرد ديكور عابر أو عنصر تجميلي في الفضاء العام، بل تمثل رمزًا راسخًا من رموز الثقافة الصحراوية المغربية، ومكونًا أصيلًا من النسيج الثقافي الوطني، الذي يمتد من طنجة شمالًا إلى الكويرة جنوبًا.

وعلى مرّ التاريخ، شكلت الخيمة الصحراوية ملاذًا للإنسان في مواجهة قسوة المناخ، وفضاءً لتجسيد قيم الكرم والجود وحسن الضيافة، كما ظلت عنوانًا للشهامة، ومجالًا لبناء الأسرة التي تُعد نواة المجتمع. كما ارتبط هذا الفضاء الرمزي في الذاكرة الجماعية بالصمود والمقاومة والاعتزاز بالموروث الثقافي.

إن الانتقاص من رمزية هذه الخيمة والسخرية من وجودها في فضاء عمومي كالكورنيش، يُعدّ إهانة غير مبررة لتنوعنا الثقافي، وجهلًا بقيمة هذا الغنى الذي يشكل أحد أعمدة الوحدة الوطنية في ظل الاختلاف والتعدد.

وتؤكد هذه الواقعة مرة أخرى على الحاجة إلى تعزيز الوعي الثقافي، وترسيخ قيم الانفتاح والتسامح، وتشجيع الأجيال الجديدة على التعرف إلى مغرب الثقافات، حيث لا مكان للتضاد، بل للتكامل والتآزر.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .