انطلقت يوم الجمعة 21 نونبر 2025 بمدينة طنجة، فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى الجهوي “المدرسة–المقاولة” (FR2E’25)، تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي، التكوين والتشغيل… تحضير كفاءات الغد من أجل اقتصاد مغربي تنافسي”. وهي دورة تأتي في زمن يتسارع فيه التحول الرقمي، وتتعاظم فيه الحاجة إلى كفاءات مؤهلة قادرة على مواكبة ذكاء اصطناعي بات يعيد رسم ملامح سوق الشغل عالمياً.
المنتدى، المنظم على مدى يومين بمبادرة من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة وبشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، يُعيد طرح سؤال أساسي: كيف يمكن للجامعة المغربية أن تنتج رأسمالاً بشرياً متطوراً ينسجم مع حاجيات المقاولة ويستجيب للتحديات الاقتصادية والاجتماعية في سياق تكنولوجي سريع التحول؟
في كلمته الافتتاحية، أكد مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، أحمد مغني، أن المنتدى أصبح تقليداً سنوياً وفضاءً استراتيجياً لتعزيز التعاون بين الجامعة والنسيج الاقتصادي الجهوي، بهدف خلق دينامية مشتركة تُقَرّب التكوين من متطلبات الابتكار والتنمية المستدامة.
وأشار مغني إلى أن انعقاد المنتدى في هذه الفترة بالذات يتقاطع مع سياقات وطنية هامة، من بينها تخليد ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، ومع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، وإلى تنزيل خلاصات النموذج التنموي الجديد الذي جعل من الجامعة رافعة رئيسية للبحث العلمي وتشجيع الابتكار وروح المبادرة.
من جهتها، أبرزت نائبة رئيس جامعة عبد المالك السعدي، هند الشرقاوي الدقاقي، أن المنتدى يعزز التقارب بين الفضاء الأكاديمي والمنظومة السوسيو–اقتصادية الجهوية، لافتة إلى أن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي ينسجم مع الرهانات الوطنية الرامية إلى بناء رأسمال بشري قادر على مواكبة اقتصاد منتج ومتنوع.
وأكدت الشرقاوي أن الجامعة تعمل على تطوير عروض تكوين تستجيب لتحولات المهن، خصوصاً في المجالات الرقمية وعلوم البيانات، بما يجعل الطلبة مهيئين لولوج سوق شغل يتجه بقوة نحو الرقمنة والابتكار.
وقد تناولت باقي المداخلات في الجلسة الافتتاحية الأدوار المتنامية للجامعة في تأهيل الكفاءات ودعم حاجيات الاقتصاد الجهوي والوطنـي، مع الإشادة بالمنتدى كجسر حقيقي يربط المعرفة الأكاديمية بمتطلبات المقاولات.
وسيواكب المنتدى ندوات وورشات تطبيقية حول تطور مهن المالية والمراقبة والتدبير، ومهن اللوجستيك، إلى جانب جلسات مخصصة لتعزيز المهارات الناعمة للطلبة وتسهيل ولوجهم لسوق الشغل، في مقاربة تجعل من التكوين الجامعي مساراً متكاملاً نحو التشغيل والإبداع.


تعليقات الزوار ( 0 )