أضحى التعاطي مع بعض المبادرات الموسومة بـ“العمل الخيري” يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة حين تصدر عن أشخاص تحيط بهم شبهات وتتقاطع تحركاتهم مع سياقات جدلية. فالفعل الإنساني، في جوهره، يقاس بصدق النوايا وشفافية الأهداف، لا بحجم الترويج أو توقيت الإعلان.
وفي هذا السياق، أثار إعلان التيكتوكر الهارب إلى كندا هشام جيراندو عن مبادرة موجهة لفائدة مغاربة يعانون من الإدمان أو أوضاع اجتماعية صعبة، تساؤلات واسعة لدى متابعين وفاعلين جمعويين، اعتبروا أن الخطوة لا يمكن فصلها عن الظرفية التي جاء فيها الإعلان، ولا عن الجدل القانوني والإعلامي الذي يلاحق المعني بالأمر خلال الفترة الأخيرة.
ويرى منتقدون أن توقيت المبادرة، المتزامن مع تداول معطيات عن مسارات وإجراءات قانونية مرتبطة باسمه، يضعها في خانة محاولات إعادة تقديم الصورة العامة أكثر من كونها فعلاً تضامنياً خالصاً. كما توقف هؤلاء عند البعد الإشهاري المصاحب للحملة، مشيرين إلى ما وصفوه بالترويج غير المباشر لمطعم “La Table du Maroc” المملوك لزوجته نعيمة، والذي يستثمر تجارياً اسم “المغرب”، معتبرين أن هذا التداخل بين الإحسان والتسويق التجاري يفرغ المبادرة من مضمونها الأخلاقي، ويحوّل المعاناة الإنسانية إلى أداة دعاية.
وبين هذه القراءات، تبرز دعوات داخل أوساط الجالية المغربية بكندا إلى توخي الحيطة والحذر، والتمييز بين العمل الخيري المؤطر والشفاف، والمبادرات الفردية التي قد تحكمها اعتبارات الظهور وتلميع الصورة. فالثقة، في مجال التضامن، تُبنى بالاستمرارية والمصداقية واحترام كرامة المستفيدين، لا بالخرجات الظرفية ولا بالرسائل الإشهارية المقنّعة.


تعليقات الزوار ( 0 )