ياسين التازي من الحسيمة: المقاولات الصغرى رافعة أساسية لتنمية الجهة والميثاق الجديد للاستثمار يفتح آفاقاً واعدة

أكد السيد ياسين التازي، مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، أن النظام الجديد للدعم الموجه إلى المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة يشكل تحولاً نوعياً في مقاربة الدولة لدعم الاستثمار، وجعل المبادرة الخاصة رافعة حقيقية لخلق فرص الشغل وتحقيق التنمية الترابية، وذلك خلال كلمته في فعاليات المحطة السابعة للقافلة الجهوية لدعم المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة، المقامة بمدينة الحسيمة يوم الثلاثاء 16 دجنبر 2025، والتي نظمها المركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة.

وأوضح التازي أن هذه القافلة، التي أطلقتها وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية في إطار تنزيل الميثاق الجديد للاستثمار، تندرج ضمن الدينامية الوطنية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والرامية إلى تعزيز النسيج المقاولاتي، وتشجيع روح المبادرة، وجعل الاستثمار رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار مدير المركز الجهوي للاستثمار إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى تكريس سياسة القرب من خلال الاقتراب من المقاولين وحاملي المشاريع، والإنصات إلى انتظاراتهم، وتقاسم الفرص التي يتيحها النظام الجديد، إلى جانب توفير مواكبة عملية وملموسة تتلاءم مع خصوصيات مشاريع المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة، التي تشكل العمود الفقري للنسيج الاقتصادي الوطني.

وفي هذا السياق، استعرض التازي مكونات النظام الجديد للدعم، الذي يتيح للمقاولات الاستفادة من منحة مالية قد تصل إلى 30 في المائة من مبلغ الاستثمار المؤهل، موزعة على ثلاث آليات رئيسية، تشمل منحة مرتبطة بإحداث مناصب الشغل تشجيعاً للتشغيل القار والمستدام، ومنحة ترابية في إطار العدالة المجالية يستفيد منها إقليم الحسيمة بنسبة 15 في المائة، إضافة إلى منحة موجهة للأنشطة ذات الأولوية انسجاماً مع التوجهات الاستراتيجية الوطنية.

وسلط المتحدث الضوء على المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي يزخر بها إقليم الحسيمة، معتبراً إياه مجالاً واعداً للاستثمار في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، من بينها السياحة الإيكولوجية والسياحة البحرية والأنشطة الترفيهية المستدامة، مستفيداً من تنوعه البيولوجي وسواحله الخلابة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

كما أبرز أهمية جبال الريف كرصيد طبيعي وسياحي هام، يتيح فرصاً حقيقية لتطوير السياحة الجبلية والقروية، ودور الضيافة، ومسارات المشي الجبلي، بما يساهم في تنويع العرض السياحي، وإطالة مدة إقامة الزوار، وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة لفائدة الساكنة المحلية.

وفي السياق ذاته، أكد التازي أن الإقليم يتوفر على إمكانيات كبيرة في مجال تثمين المنتجات المجالية وتعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال تطوير أنشطة فلاحية مستدامة، وإحداث وحدات للتحويل والتثمين، والارتقاء بالمنتجات المحلية إلى علامات مجالية قادرة على المنافسة في الأسواق الوطنية والدولية، مع ما يتيحه ذلك من فرص للشغل، خاصة لفائدة الشباب والنساء.

وتوقف مدير المركز الجهوي للاستثمار عند الفرص التي يتيحها الإطار القانوني المنظم لاستعمال القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، معتبراً أن الإقليم يشكل مجالاً مؤهلاً لاحتضان وحدات صناعية وطنية، وتطوير البحث والابتكار، وتمكين الفلاحين من الاندماج في سلاسل إنتاج منظمة وذات قيمة مضافة.

كما أبرز الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الأنشطة الاقتصادية بآيت قمرة، باعتبارها فضاءً مهيكلاً ومجهزاً لاستقبال المشاريع الاستثمارية، خصوصاً لفائدة المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة، في مجالات الصناعات الخفيفة، والخدمات، واللوجستيك، والصناعات التحويلية، بما يعزز توطين الاستثمار وخلق فرص الشغل محلياً.

وفي ختام كلمته، شدد ياسين التازي على التزام المركز الجهوي للاستثمار بمواصلة العمل بتنسيق وثيق مع مختلف الفاعلين الترابيين والمؤسساتيين والماليين، من أجل الرفع من وتيرة الاستثمار الخاص بإقليم الحسيمة، وتمكين المقاولين وحاملي المشاريع من الولوج السلس والواضح إلى آليات الدعم والمواكبة التي جاء بها ميثاق الاستثمار.

كما نوه بالدعم الذي يقدمه عامل إقليم الحسيمة لهذه المبادرة، معبراً عن شكره لكافة الشركاء المؤسساتيين والفاعلين الاقتصاديين، ومثمناً ثقة المستثمرين وإرادتهم في تحويل الفرص المتاحة إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع، باعتبارهم محركاً أساسياً للتنمية الترابية، وشركاء فاعلين في خلق الثروة وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للإقليم، بما يساهم في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة لفائدة الساكنة المحلية.