-
°C
weather
+ تابعنا

إنجازات المنتخب المغربي بين الفخر الوطني وعدمية الحاقدين على الفايسبوك

كتب في 16 أكتوبر 2025 - 3:30 م

بينما يعيش المغرب واحدة من أنصع مراحل تاريخه الحديث، بفضل رؤية ملكية استباقية وإنجازات تنموية ورياضية غير مسبوقة، يصر بعض الأشخاص على الغرق في مستنقع العدمية، رافعين شعار التبخيس والسخرية من كل ما هو وطني. هذا النوع من الخطاب الذي يتسلل إلى مواقع التواصل الاجتماعي تحت غطاء “حرية الرأي” ليس سوى ترجمة لأزمة فكرية وقيمية عميقة لدى من فقدوا القدرة على التمييز بين النقد المسؤول والعدمية الهدامة. تدوينة الفايسبوكي هشام شارم الأخيرة نموذج صارخ لهذه العدمية التي تتغذى من التهكم وتقتات من جلد الذات، حين حاول بخفة أن يسخر من المنتخب المغربي ويختزل مجده الكروي العالمي في مجرد صدفة أو حظ، متناسياً أن ما تحقق في مونديال قطر لم يكن إلا ثمرة جهد أجيال وتضحيات شباب رفعوا راية الوطن في سماء المجد الرياضي.

العدمية ليست رأياً مخالفاً كما يحاول البعض تبريرها، بل هي حالة من الاغتراب عن الواقع الوطني، ورفض ممنهج للاعتراف بالمنجزات، مهما كانت واضحة وملموسة. هي نزعة مرضية لا ترى في الوطن إلا النقص، ولا في نجاحاته سوى مادة للسخرية، تعكس عقلية مهووسة بالبحث عن السلبي حتى وسط لحظات الفخر الجماعي. النقد البناء حق مشروع بل ضرورة، لكن حين يتحول إلى خطاب شماتة أو إنكار للمنجز، فإنه يفقد جوهره ويتحول إلى فعل عدمي لا يخدم سوى من يراهنون على تقويض الثقة في النفس المغربية.

المغرب اليوم ليس بحاجة إلى أصوات تردد مقولات الإحباط، بل إلى طاقات إيجابية تواكب المسار الإصلاحي برؤية مسؤولة وغيرة وطنية. فمن يستهزئ بمنتخب أدهش العالم، وبدولة صارت محط احترام القوى الكبرى، إنما يكشف عن جهل بعمق التحولات التي تعيشها المملكة وعن فقر في الإحساس بالانتماء. مثل هذه المواقف لا تنال من المغرب في شيء، لأنها تظل مجرد ضجيج عدمي في مواجهة صرح وطني يزداد صلابة وتوهجاً.

الانتماء الحقيقي للوطن لا يقاس بالتصفيق فقط عند الانتصار، بل بالدفاع عن صورته وإنجازاته ضد كل محاولات التبخيس، حتى وإن جاءت من أبنائه. فالوطن لا يخذله إلا من انسلخ عنه فكراً وروحاً، أما المغاربة الحقيقيون، فهم الذين يدركون أن حب الوطن التزام دائم، وليس مجرد شعور عابر يبدّده منشور فايسبوكي.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .