أمرهم غريب هؤلاء “العدلاويون” المتأسلمون !!
يخونون ويزنون ويتاجرون بأجساد النساء والفتيات وفي بعض الأحيان حتى الأطفال الصغار ويفسدون في الأرض، ثم يُستقبلون استقبال الأبطال !
يُضبطون متلبسين في أوضاع مخلة، البعض في شقق مشبوهة والبعض الآخر على قارعة الطريق… ومع ذلك، يحلفون أيمانا لا حصر لها بأنهم للذنب غير مقترفين !
يقترفون شتى أنواع المعاصي والمخالفات والجرائم، يدانون من أجلها وبأدلة دامغة موثقة، لكن الجماعة تأبى إلا أن توزع صكوك غفرانها درءا للفضيحة عوض الاعتراف بالذنب أولا !
مناسبة هذا الكلام هو ما جاء في منشور لجماعة العدل والإحسان على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” يومه الأربعاء 22 نونبر، الذي أعلنت فيه أن المدعو محمد باعسو، الذي توبع وأدين بتهم جنسية خطيرة، قام هو وزوجته بزيارة للأمين العام للجماعة محمد عبادي بسلا، حيث هنأ هذا الأخير باعسو على نيله لحريته والذي عبر بدوره عن فرحته بذلك الاستقبال.
من قرأ بيان الجماعة ويعرف جيدا فكرها وأسلوبها في التعامل مع فضائحها، خاصة الجنسية منها والأخلاقية، سيتأكد أن الأمر أشبه ما يكون بجلسة اعتراف للحصول على صك الغفران من “المُرشد”، والتي بدونها لا يمكن لأي منتسب إلى الجماعة مواصلة انتمائه لها أو مواصلة نشاطه فيها.
نعم.. هكذا كانت تتعامل جماعة العدل والإحسان في عهد مؤسسها ومرشدها الراحل عبد السلام ياسين، ولازالت كذلك إلى يومنا هذا، حيث بمجرد أن يتورط أحدهم في الجماعة في قضية فساد أخلاقي أو جنسي إلا وهرع إلى “المرشد” أو من ينوب عنه لطلب الصفح والمغفرة حتى يحصل في المقابل على الدعم والمساندة من طرف الجماعة لمواجهة العقاب القانوني، وحتى تتمكن الجماعة من إصدار فتاويها وشهادات الزور والبهتان التي ستبرر بها فضائح الزنا والفحش التي وقع فيها أعضاؤها أو مريدوها.
الجميع يعلم أن باعسو ليس بريئا ولم يكن كذلك رغم كل المحاولات التي قامت بها الجماعة لتبريء عضوها. باعسو يعلم ذلك جيدا قبل أي أحد.
فهو يعلم أنه اقترف فعلا الجرائم التي توبع من أجلها والتي تتعلق بالاستغلال الجنسي، وجناية هتك عرض أنثى باستعمال العنف، بالإضافة إلى جنح الإخلال العلني بالحياء، وممارسة الضغوط والإكراه، واستدراج أشخاص لممارسة الدعارة… لكنه يأبى أن يعترف بذلك إلا لمن يدين له بالولاء وقَسم السمع والطاعة، “سيده” و”مرشده” محمد عبادي الذي أثنى على غزواته الجنسية في استقبال الغفران المذكور.
ومن قرأ البيان وتمعن بين سطوره، سيتأكد أيضا أن الأمر لا يتعلق فقط بجلسة لمنح صك الغفران لباعسو، وإنما أيضا اعتراف صريح وواضح بخطايا عضوها، بمنطق “لن نسلم لكم أخانا”، وكأن لسان حال الجماعة يقول:
“باعسو مذنب ونعلم أنه مذنب، ولكن لن نسلمكم أخانا، وكلنا على خطاه مذنبون وللخطايا عاشقون… باعسو لم يزني بل كان يفتح أبواب الفرج لنساء مسكينات وقعن في الضيق والشدة… باعسو لم يكن يستدرج النساء لممارسة الدعارة، بل كان يحتضنهن لتوسيع مصادر رزقهن… باعسو لم يكن يخل علنا بالحياء، بل كان حريصا على قضاء حوائجه في ظلمة الليل عملا بمبدأ “وإذا ابتليتم فاستتروا”… باعسو منا ونحن منه، وكلنا باعسو لن نفرط فيه ولن نسلكم أخانا”.
تعليقات الزوار ( 0 )