أسدلت المحكمة الابتدائية بالحسيمة الستار على واحدة من القضايا التي هزّت الرأي العام المحلي، والمتعلقة بمحاولة تهريب كمية من مخدر الشيرا عبر مطار الشريف الإدريسي، حيث أصدرت أحكاما وُصفت بالقاسية في حق ثمانية متهمين ثبت تورطهم في هذا الملف.
وقضت هيئة الحكم، خلال جلسة علنية عقدت مؤخرا، بإدانة كل متهم بثماني سنوات حبسا نافذا، إلى جانب غرامة مالية فردية بلغت 10.000 درهم، لتصل الحصيلة الإجمالية للعقوبات السجنية إلى 64 سنة. كما ألزمت المحكمة المتهمين، تضامنًا فيما بينهم، بأداء غرامة مالية لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة قدرها 6.4 ملايين درهم، مع تحميلهم صائر الدعوى.
وشملت الأحكام أيضًا مصادرة الحقيبة المستعملة في محاولة التهريب لفائدة أملاك الدولة، وأمرت المحكمة بإتلاف الكمية المحجوزة من المخدرات، في خطوة تعكس تشدد القضاء في التصدي لشبكات الاتجار الدولي في المخدرات.
وتعود تفاصيل القضية إلى العاشر من أبريل الجاري، حين تمكنت عناصر الأمن بمطار الشريف الإدريسي من ضبط مواطن بلجيكي من أصل مغربي متلبسًا بمحاولة تهريب كمية من الشيرا. وجاءت العملية الأمنية الدقيقة عقب الاشتباه في تحركات المشتبه فيه داخل المطار، ليُضبط داخل مرحاض خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وهو بصدد استخراج المخدرات من مكنسة كهربائية كان يعتزم إخفاءها داخل حقيبة سفر.
التحقيقات كشفت أن المعني بالأمر يشكل حلقة ضمن شبكة منظمة يُشتبه في نشاطها في تهريب المخدرات من شمال المملكة نحو أوروبا، عبر مكاتب جمركية دون التصريح القانوني.
وتواصل السلطات الأمنية تحرياتها في هذا الملف، لكشف امتدادات الشبكة والمتورطين المحتملين، في إطار المجهودات الوطنية لمحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
تعليقات الزوار ( 0 )